4 نوفمبر 2023

كيف تعيش مع افكار جديدة

ينطبق علي المثل "Think like an artist but work like an accountant". دائما احظي بافكار جديدة ("artist") واسعي للعمل عليها بجد شديد لا يختلف عما لو كانت فكره مألوفة مضومنة النتائج ("accountant").

لمحة من بعض الافكار:

  • التحضير للمعادلة الامريكية في السنة الاولي من الجامعة.
  • اعطاء دورات تعلمية لزملائي في السنة الاولي من الجامعة.
  • اعتزال وسائل التواصل الاجتماعي.
  • التخلص من الهاتف الخاص بي.
  • رئي بان المرحلة الجامعية تهدر كثير من حياة الفرد.
  • امتلاك مدونه من شانه ان يغير حياة الفرد ويُمكنه من تحقيق أهدافه.
  • التعليم 1-1 هو من أفضل طــرق التعليم ويستحق الاستثمار فيه وهو بديل قوي للتعليم النظامي.
  • كيف أخطط تعليم اطفالي.
  • "ســـجل حافز بالانجازات والمهارات" هو البديل الساحق للشهادة الجامعية.

وغيرها من الافكار التي احظي بها طـــوال الوقت (دفتر ملاحظاتي مليئ 😁).

كلما تراودني فكرة جديدة اسعي لتطبيقها واعمل عليا بجد وعندما أري فوائدها أُسْرع الي مشاركتها مع المقريبن مني وكل ما يهمني أمرهم. ولكني كالمعتاد اري مزيجاً من الردود الي تخالف تماما ما أتوقعه:

  • بين رافض صريح للفكره ("لا").
  • وبين متقــبل لا يعمل بها ("لا يحرك ساكنا") ("بعد النصيحة كما قبلها").
  • وبين من يقرر ان يعمل بها "مؤقتا" مجاملة لي. ("هذا أسوء مما لو قال لي 'لا'")
  • وبين مجادل متاثر بالفكر القديم لا يريد ان يعطي مساحه لفكره جديدة.

كل هذا يترك في نفسي بعضاً من الاستياء وخصوصي لاني اتمني ان يكون من حولي أفضل مني، بل أريد ان أكون من يتعلم منهم. أعلم ان اي شخص معطي يكون حساس للغاية للرفض، ومع ان دور المعطي هو الافضل ولكنه ايضا لديه نقاط ضعف، فعلي سبيل المثال؛ الزوج مع زوجته، ايهما يقرر ان يكون المعطي فهو سيكون في غاية التاثر بردة فعل الطرف الاخر، مدي قوة التاثر متوقفه علي توقعات المعطي من الطرف الاخر.

أعلم ان للطرف الاخر كامل الحرية للرفض ولكن هدفي من هذا المقال هو اعادة صيغة الموقف للحفاظ علي كل من الطرفين: المعطي ("متاثر بردة الفعل") والمتلقي ("لديه كامل الحرية للرفض").

أعتقد ان التاثير لا يكون بالحوار، لماذا أستمر في استخدام هذه الطريقة مع انها لا تجدي؟! أعتقد ان معادلة التاثير عبارة عن "دافع داخلي + نموذج". تغير الفرد عبارة عن باب لا يفتح الا من الداخل، لا يتاثر الفرد بالافكار الا اذا سمح لها بالدخول من الاساس، لا يمكنك فتح الباب من الخارج! يجب ان يكون للفرد دافع داخلي للتغير. علي النقيض؛ الدافع الخارجي (كا المال والمصلحة المؤقته) كالوقود الذي ينفذ بسرعه، اما الدافع الداخلي وقوده لا ينفذ ابدا. في حضور الدافع الداخلي للتغير يختار الفرد نموذج يتاثر به، علي سبيل المثال قد يتمني ان يكون طبيبا ("نموذج") او لاعب كرة قدم ("كمحمد صـــلاح"). كما تلاحظ؛ الجانب الحواري في معادلة التاثير ضئيل جدا ولا يجدي الا اذا قرر الطرف الاخر السمح له بالدخول!

لاي فرد يحاول ان يساعد الاخرين...كــــن نمـــــوذج


من الناحية الاخري، علي المتلقي التعامل بحرص شديد مع الافكار الجديدة التي تطرح عليه بالاخص عندما تطرح من فرد مميز (خبير) نسبيا حتي ولو كانت الفكرة ظاهرها السذاجة. فالفرد المميز عندما يطرح فكرة جديده يكون بسب انه يري مالا يره غيره، يكون مصدر ما يراه هو التجارب التي مر بها. عليك الاستماع بحرص واعطاء مساحة للفكرة الجديدة بالاخص لان الفكره عندما تولد تكون شديدة الضعف وليس هناك ما يدعمها مقارنتا بالفكر الناضج، اسؤ شئ يمكنك فعله هو قتل الافكار الجديدة (أشبه بقتل الاطفال 😄)

لاي فرد متـــاثر يسعي للتغير...اعطي للافكار الجديدة فرصة أو ادعم صاحبها علي الاقــل.

أحـــمد إبراهـــيم

السلام عليكم 👋

أنـــا أحمــــد إبراهيم من مصـــر. أعمل كـمطور برمجيات وفي تطوير البرمج مفتوحة المصدر.عملت في شركات عالمية في الولايات المتحدة وانجلترا. عملت مع مطورين أخيرن من كل أنحاء العالم. أكتب مقالتي باللغة العربية والأنجليزية.

للحصول علي إشعـــــار عند إصدار منشور جديد، يمكنك أضافة الايمل الخاص بك