أنا أمتلك ردة فعلي

خلق الله الانسان بين الحيوانات والملائكة، بيده الاختيار، اذا اختار ان يكون ضحية للمؤثرات من حوله (ومن داخله) يكون أسوء من الحيوان، واذا اختار عدم الخضوع للمؤثرات يكون في مرتبة أعلي من الملائكة. لعل هذا هو الامتحان الأكبر في الحياة وهو الطريق الي السعادة.

السعادة ان تَمْتَلِكْ نَفسك والشقاء ان تَمْتلِكُكَ نَفسك

أدعو ربي في السجود وأقول "ربي، مكني من ردة فعل متماشية مع مبادئي، وأن أكون حر من المؤثرات من حولي ومن داخلي"

اتمني ان يكون لديا الحرية الكاملة للاختيار، لست مجبرا علي ردة فعل واحده

حتي اذا تم التلاعب بي بمؤثر معين، لازل لدي كامل الحرية لاختيار ردة فعلي. علي أي حالا لا يمكن لاحد أن يجبرني - بما في ذالك نفسي - علي فعل شيء إلا اذا سمحت له بالحدوث.

عندما اذهب الي المول علي سبيل المثال، لا أريد ان أكون ضحية ألاعيب تمارس عليّ لتجعلني أشتري مالا أحتاجه. لي حرية الاختيار، يمكنني أن أذهب الي المول وأخرج بما أحتاجه فقط ولا يؤثر فيا شيء.

عندمـــا أمر بنظام تعليمي معاق، دُربت فيه كيف لا أفكر، لازال لدي كامل الحرية لأختار العكس. عندمـــا أعمل، ويراودني شعور قوي يمنعني من أن أكمل ، لي كامل الحرية لان أختار أن أبقي لانجاز ما خططت لفعله.

عندمـــا يستفزني أحدهم، لي كامل الحرية لاختيار ردة فعلي، حتي وإن بدأ هو. عندمـــا أستيقظ في الصباح، وأغلق منبهي لاكمل نومي، فهو باختياري ولا ملام غيري، وبيدي ان أختار العكس. لدي حرية الاختيار للتعامل مع أي مؤثر، مهما كان داخلي أو خارجي أو مهما كانت الظروف.

قد تكون تعرضت لطفولة صعبة أثرت عليك بالسلب، ولكن في نهاية المطاف، لقد أثرت عليك بهذه الطريقه لانك سمحت لها، وستتعافي منها بنفس الطريقة.

تراهم يرددون كثيرا أن البيئة تؤثر علي سلوك الفرد، وهي بالفعل كذالك ولكنها ليست الحقيقه الكاملة. حتي وإن أثرت البيئة فهي لا تفعل الا اذا سمحتَ لها!

اذا عشتُ في بيئة فقيرة، هل هذا يعني انه ليس لديا خيار الا ان أكون بخيلا أو خبيثا أو مسكينا!. حتي اذا كنُت كذالك لازال لدي الحرية الكاملة لان أكون العكس. أشعر بالشفقه علي من يتاثر ببيئته (بما في ذالك أنــــا)، كنت أُفَضْل أن أكون مصدر التاثير وليس من وقع عليه.