9 نوفمبر 2023
أغلب الافكار التي انا علي وشك مشاركتها تعلمتها من الدكتور محمد جلال القصاص (كاتب وباحث، دكتوراه علوم سياسية، مداد، طريق الاسلام، يوتيوب، خــــال 😁، وأب 😃، ووالد زوجتي. 😊، ...)، أضفت عليها بعضا من الطابع الخاص بي وأعدت صياغتها لتناسب الموضوع.
الانسان بطبيعته مبدع، يتحرك بين جبهتين، بين المعطيات وهو كل ما يدركه من حولة (البيئة، التفاعلات الانسانية، المعرفة، التجارب، ...)، ويبن المخرجات وهو النِتَاج الخاص به (ردة فعله علي المدخلات)، فعلي سبيل المثال يمكنك ان تعطي نفس الفكره لاشخاص مختلفه، فتجد من ينظمها لك في صورة شعر، وأخر يكتبها في شكل خطاب مؤثر، وأخر يلقيها بصوت عذب يحرك الجماهير، وأخر ينتقد الفكره،.....
هي فطره أصيلة وضعها الله في النفس البشرية، فذات المعطي يؤدي الي نِتاج مختلف باعتبار طبيعة الفرد.
الان أريدك ان تتخيل معي، ماذا اذا تم التلاعب بنا؟ مـــاذا لو أصبحنا نعطي نفس المدخلات في صورت مخرجات مرة أخري دون أي تعديل؟
يعمل النظام التعليمي - عن قصد - عكس طبيعة النفس البشرية، يحاول جاهدا ان يجبر الانسان علي ان ينتج نفس المعطي مرة أخري بدون أي تعديل، فتكون النتيجه ان الفرد يصبح دون فائدة ويكون عاجــــز عن الابداع. سكون عـــــاجز عن فعل أي شئ غــــير الذي دُرب عليه. يتم تدريبنا علي ذالك منذ الصغر. من أول يوم التحقنا بالنظام وحتي بعد مغادرتنا له.
عندمــا نذهب الي النظام التعليمي، يتم وضعنا بين مناهج عقيمه، مطالبين ان نتعامل معها كما هـــي، وبين إختبارات مصصمة لتجبرنا علي ان ننتج نفس المحتوي مرة أخري بدون أي تعديل أو ابداع، ويتم معاقبتنا (في صورة فقد درجات) عند مخالفة التواقعتها. ويتم مكافأتنا اذا حققنا المرجو منا وهو الا نفكر. كل هذا يتم فعله تحت لقب جذا يسمي "التعلـــيم".
وبجهل منا بطبيعتنا، نحاول جاهدين ان ننجح في النظام، وان نجبر انفسنا علي مالسنا مصممين له، ظانين ان هذا هو معيار النجاح، عاجزين عن ان نفهم الصورة الكاملة.
ذكر لي أخي، أنه كان مطالبا بأداء واجب دراسي وإرساله في صورة ملف لدكتور مسؤل المادة بالجامعة، وفي اليوم التالي، عرض الدكتور الواجب الخاص بأخي علي السبوره أمام جميع الطلاب، وارد ان يعرف صاحبه، كان في غاية الغضب، كانه رأئ مالا يسره. لحسن الحظ لم يذهب أخي الي المحاضره ذالك اليوم، اتضح ان أخي قد استخدم حلاً "مختلفا"
عن الذي كان يتوقعه الدكتور، برر الدكتور موقفه بانه لم يشرح هذه المبادئ بعد. يريد الدكتور (بدون وعي منه) ان يتحكم في "مخرجات" أخي، يريد ان يجبره علي ان ينتج ما يشتهيه! يريد ان يجبره علي فطره جديد غير فطرته السلمية المبدعه.
ليس أخي فقط هو الذي يحدث معه مثل هذا (التحكم في مخرجاته)، بل يحدث يوميا لكل طالب (و مدرس!) جزء من التعليم النظامي.
حتي اذا انهيت التعليم النظامي، سوف تجد نفس تتبع نفس النهج (الذي دربت عليه) مع نفسك، ومع أطفالك، وفي بيئة العمل ومع المشاكل التي تواجهك! لقد أصبحت جندي مخلص لتعليم النظامي بدون أن تدري!!
جـــزء كبير من المشكل يــــحل بمجرد ان تكون واعي لوجودها، ولكن الجرء الاكبر يكمن في ايجاد البدائل ومحاولة نسيان ما تعلمناها.
للحصول علي إشعـــــار عند إصدار منشور جديد، يمكنك أضافة الايمل الخاص بك